الأسهم العالمية تسجل ارتفاعات قياسية مدعومة ببيانات اقتصادية إيجابية

شهدت الأسهم الأوروبية يومًا مزدهرًا، حيث حلقت إلى مستويات غير مسبوقة، مدفوعة بصعود قوي للشركات المالية ذات الصلة بالاقتصاد البريطاني. جاء هذا الارتفاع مدعومًا بتصريحات تشير إلى اتجاه نحو سياسة نقدية أكثر تشددًا من قبل أحد المسؤولين في بنك إنجلترا المركزي، مما أضفى جوًا من الثقة على المستثمرين. علاوة على ذلك، عززت خطط الإنفاق الأمريكية الطموحة من هذا الشعور الإيجابي في السوق.
وفقًا لبيانات "رويترز"، قفز مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.6%، ليصل إلى قمة تاريخية عند 448.98 نقطة، وحقق مكاسب أسبوعية تقدر بنحو 1%.
وتصدر القطاع المصرفي المشهد، حيث ارتفع بنسبة 0.4%، مسجلًا أعلى مستوياته منذ 15 شهرًا، وذلك بفضل الزيادة الملحوظة في عوائد سندات منطقة اليورو. قادت البنوك البريطانية، وعلى رأسها بنك إتش. إس. بي. سي، مسيرة المكاسب، بعد تلميحات من أحد صانعي السياسات في بنك إنجلترا إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة بوتيرة أسرع من التوقعات السابقة.
وساهمت المكاسب القوية للأسهم ذات الصلة بالاقتصاد البريطاني في دعم قطاعي التأمين والخدمات المالية، اللذين تصدرا قائمة القطاعات الأفضل أداءً خلال اليوم.
وفي هذا السياق، أوضح كريس بوشامب، المحلل المالي لدى "آي. جي"، أن "الزخم القوي يواصل دفع الأسواق إلى الأعلى، في ظل تأقلم المستثمرين مع بيئة التضخم المرتفع".
وفي الجانب الآخر من المحيط الأطلسي، افتتحت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية تعاملات يوم أمس على ارتفاع، حيث تجاهل المستثمرون بيانات تشير إلى قفزة في معدلات التضخم. ومع ذلك، فإن المخاوف المستمرة بشأن طفرة الأسعار المحتملة أبقت مؤشر ستاندرد آند بورز 500 على المسار الصحيح لتحقيق أقل مكاسبه الشهرية منذ شهر فبراير.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 93.9 نقطة، أي ما يعادل 0.27%، ليصل إلى مستوى 34558.5 نقطة، بينما زاد مؤشر ستاندرد آند بورز بمقدار 9.9 نقطة، أو 0.24%، مسجلًا 4210.77 نقطة. كما تقدم مؤشر ناسداك المجمع بمقدار 55.8 نقطة، أي 0.41%، ليصل إلى 13792.048 نقطة.
وكانت الأسهم الأمريكية قد اختتمت تعاملات اليوم السابق على ارتفاع طفيف، بعد أن أظهرت البيانات تحسنًا ملحوظًا في سوق العمل، مما عزز التوقعات بانتعاش اقتصادي قوي، وأثار تحولًا محدودًا نحو الأسهم التي يُرجح أن تستفيد من هذا الانتعاش.
وتراجع عدد الأمريكيين المتقدمين بطلبات جديدة للحصول على إعانة البطالة بأكثر من المتوقع خلال الأسبوع الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى له في 14 شهرًا عند 406 آلاف طلب، وذلك مع استمرار رفع القيود المفروضة لمكافحة جائحة كوفيد-19. وفي الوقت نفسه، أظهر تقرير آخر تسارعًا في إنفاق الشركات على المعدات.
وأدت هذه البيانات الإيجابية إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية، حيث سجلت السندات القياسية لأجل عشر سنوات 1.625%، مما أثر سلبًا على الأصول ذات النمو المرتفع، مثل أسهم شركات التكنولوجيا. وفي المقابل، ساعد ذلك الأصول المرشحة للاستفادة من تحسن الأداء الاقتصادي، مثل القطاع المالي والشركات الصغيرة.
وأشار براد مكميلان، مدير الاستثمار لدى "كومنولث فايننشال نتورك"، إلى أن "البيانات المتعلقة بطلبات إعانة البطالة تظهر بوضوح أننا نحرز تقدمًا مستمرًا. وإذا حصلنا على تقرير وظائف قوي في الإصدار القادم، فإنه سيقدم دعمًا إضافيًا. وحتى ذلك الحين، يسود بعض الغموض، ولذا لا أعتقد أنه يوجد زخم قوي في أي من الاتجاهين".
وفي قارة آسيا، أغلقت الأسهم اليابانية تعاملات يوم أمس على ارتفاع، حيث اندفع المستثمرون لشراء الأسهم المرتبطة بموجة البيع التي أطلقتها تعديلات "إم. إس. سي. آي" في الجلسة السابقة. كما أثار التقدم الملحوظ في طرح اللقاحات إقبالًا كبيرًا على المخاطرة، على أمل تحقيق انتعاش اقتصادي سريع.
وارتفع مؤشر نيكاي بنسبة 2.10%، ليصل إلى 29149.41 نقطة، ليختتم تعاملاته فوق مستوى 29000 نقطة للمرة الأولى منذ العاشر من شهر مايو. وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر توبكس الأوسع نطاقًا بنسبة 1.91%، ليصل إلى 1947.44 نقطة.
وحقق مؤشر نيكاي مكاسب أسبوعية تقدر بنحو 2.94%، بينما أنهى مؤشر توبكس الأسبوع بارتفاع قدره 2.24%.
وأكد عدد من المشاركين في السوق أن التقدم في طرح لقاحات كوفيد-19 ساهم في تعزيز المعنويات الإيجابية، حيث يأمل المستثمرون في أن تساعد حملة التطعيم المستمرة على تسريع وتيرة الانتعاش الاقتصادي.
وقادت الأسهم المرتبطة بالدورة الاقتصادية مسيرة المكاسب، حيث سجلت أسهم شركات تصنيع المعادن غير الحديدية وشركات صناعة الصلب والآلات أكبر المكاسب من بين 33 مؤشرًا فرعيًا في البورصة الرئيسية.
وفي كوريا الجنوبية، اختتم مؤشر أسعار الأسهم المركب لكوريا الجنوبية "كوسبي" تعاملات يوم أمس على ارتفاع بـ23.22 نقطة، أو 0.73%، ليغلق عند 3188.73 نقطة.
وفي باكستان، أنهى مؤشر بورصة كراتشي، كبرى أسواق الأسهم الباكستانية، جلسة تداولات يوم أمس على ارتفاع بنسبة 0.72%، أي ما يعادل 335 نقطة، وأقفل عند مستوى 47126 نقطة.
وبلغ حجم الأسهم المتداولة 223.696.244 سهمًا، وتم التداول على أسهم 377 شركة، ارتفعت منها قيمة أسهم 213 شركة، وتراجعت قيمة أسهم 148 شركة، واستقرت قيمة أسهم 16 شركة.
وعلى الصعيد العربي، أغلق مؤشر بورصة بيروت لتداول الأسهم والأوراق المالية يوم أمس على تحسن بنسبة 0.43%، أي ما يعادل ثلاث نقاط، ليقفل عند مستوى 894.93 نقطة. وبلغت كمية الأسهم المتداولة 34 ألفًا و290 سهمًا بقيمة 829 ألفًا و954 دولارًا، نُفذت خلال 26 صفقة.
كما ارتفعت قيمة رأس المال للشركات المدرجة لتصل إلى تسعة ملايين و124 ألف دولار، مقارنة بتسعة ملايين و84 ألف دولار لجلسة التداول السابقة.
وفي الأردن، ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة 10.12%، ليختتم تداولات الأسبوع عند مستوى 2070.0 نقطة. وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمان خلال الأسبوع الماضي نحو 14.4 مليون دينار، مقارنة بـ12.0 مليون دينار الأسبوع السابق، بنسبة ارتفاع 20.6%. فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي نحو 57.7 مليون دينار، مقارنة بـ59.8 مليون دينار للأسبوع السابق.
وبلغ عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع 37.6 مليون سهم، نُفذت من خلال 23281 صفقة.